لم أتعمد الكتابة؛ هذه المرة؛ سقطت مني الكلمات سهوا..!
كنت أحاول التغاضي عن كل شيء والاستمرار في السير.. ألا ألتفت لما يحدث, وألا أعطي الأشياء أكبر من حقها.. لكني لم أُفلح! لم أفعل أبدًا.
هذه المرة وجدتني دون إرادة مني أبتعد عن كل الأشياء التي خلتها لأيام متتابعة ستكون ملاذي الجديد.. ستكون وطني. ابتعدت عن الأشياء والأشخاص والعلامات, وعُدت كما كنت.. وحيدة, ويتحتم علي بداية مسار جديد.
لم يعد شيئًا على حاله منذ زمن.. الآن أحاول تحمل تكاليف حياتي, أحاول البحث عن فرص عمل أو فكرة مشروع.. أبحث عن وسيلة لإقناع والدي بالسفر, ووسيلة أخرى لإخبار "الدكتورة المشرفة على مشروع التخرج" أنها لم تُفدنا بأي شيء في عشر دقائق كان من المفترض أن تمتد لساعتان أو أكثر لكنها آثرت الحديث مع دكتورة أخرى وتركنا عالقين مع اللاشيء ومضطرين للاعتماد على أنفسنا وتحمل العاقبة.. كان هذا ليبدو جيدا في محاولة أخرى.. لكنه الآن ليس كذلك على الإطلاق.
...
يا خالق الكون..
الطاقة التي يمتلكها البشر للتواصل تتابع التلاشي.. تختفي وسط الأصوات العالية, وأبواق السيارات التي لا تكف عن الصراخ, والأغنيات الشعبية التي لم يجد صاحب التاكسي أو التوكتوك حرج من مشاركة الكوكب بأكمله في سماعها..
سماعات الأذن يارب لم تعد تكفي..! الصوت المرتفع الذي يأتيني منها لم يعد "يُخرس" العالم من حولي! وأذني لا تحتمل ما هو أكثر صخبًا.. أصبحت تشكوني لنفسي, وتُخبرني أن علي إيجاد وسيلة ما للتفاهم مع الكون.. وأنا لم أعد أعرف كيف أفعل هذا ؟!
لم أعد أعرف كيف أتحدث مع الأصدقاء..! ولم أعد أُصدّق الوعود التي تأتيني منهم. الوعود هي الأخرى تتمزق وسط الكثير من الإلتزامات والخوف.. في المرة الأخيرة التي سمحت فيها لأحد ما أن يقترب بما يكفي ليراني من الداخل كما أريد.. لم يعد يطيق الآن مواسم كآبتي الخاصة, والشديدة التعقيد للدرجة التي أصبحت فيها أؤثر الصمت والابتعاد على تبرير كمية الحزن التي يمكنني إظهارها للعالم.. وللناس.
يتعجب البعض من قدرتي على الحزن.. في حين أن هؤلاء البعض وفي مرة نادرة أخرجت فيها بعض ما بجعبتي من أحداث حياتي "التي كانت منذ أكثر من 4 سنوات" لم يتحمل انتهائي من قص حكايتي.. وطلب مني التوقف..!
كيف للأمور أن تنصلح الآن وكل هذا عالق بالقلب..؟!